مستقبل التعليم الإلكتروني التعليم عن بعد
شهد التعليم الإلكتروني في الأعوام العشر الماضية الكثير من التطورات عالمياً ومحلياً، وتحول من مجرد فكرة خيالية إلى واقع عملي يساهم في التنمية البشرية وتطور عملية التعليم في الكثير من دول العالم. وبدأت مشروعات التعليم والتدريب الإلكتروني في الظهور أيضاً في العالم العربي في الأعوام الخمس الماضية بسرعة متزايدة تحاول اللحاق بركب التقدم العلمي والتقني في هذا المجال.
وفي هذا المقال محاولة للتعرف على التطورات المتوقعة في هذا المجال في العام الجديد وما سيليه من أعوام سواء على المستوى العالمي أو على المستوى العربي. إن هذا المقال يحمل نظرة استشرافية للمستقبل قد تخطئ وقد تصيب، ولكنها بالتأكيد ستوسع من آفاق التعرف على أنماط ومستقبل هذا النظام الجديد من أنظمة تبادل المعارف والعلوم والاستفادة منها لكل شعوب الأرض.
أين نحن الآن:
ولعله من المناسب قبل الحديث عن التطورات العالمية والعربية المتوقعة في مجالات وأنظمة التعليم والتدريب الإلكتروني أن نتحدث أولاً عن الواقع الحالي لهذه الأنظمة عربياً وعالمياً حتى تتضح صورة الواقع الحالي وآفاق المستقبل.
التطورات العالمية
قام الباحثون والمهتمون بمجال التعليم والتدريب الإلكتروني في العقد الماضي بالعديد من الخطوات البحثية والتقنية والعلمية الهامة في هذا المجال لتحويله من مجرد فكرة إلى واقع تعليمي يمارس من قبل مئات الجامعات والمعاهد ومؤسسات التعليم في العالم أجمع. وقد بدأ العمل في هذا المجال بتحويل المقررات الدراسية أو المواد التدريبية إلى “وحدات تعليمية” أو ما يسمى بـ Learning Objects.
ثم قام المتخصصون في هذه المجالات بتحويل هذه الوحدات التعليمية إلى وحدات تعليم إلكتروني يمكن أن تبث عبر شبكات الإنترنت، وتجمع مع بعضها البعض لتكون مواد دراسية ثم مقررات كاملة تهدف إلى تقديم مادة علمية متكاملة للمتعلم.
قامت بعد ذلك جهات مراقبة الجودة والاعتماد بوضع العديد من النظم العلمية والقواعد المنظمة لعملية تحويل الوحدات التعليمية التقليدية إلى وحدات تعليم إلكتروني تخضع لمعايير الجودة المعتمدة كنظام سكورم SCORM مثلاً، وهو نظام يضمن معايير جودة محددة للمادة التعليمية الإلكترونية.